تركيا سحر الشرق بعراقتها وأصالتها وما تحمله من جمال وحداثة السحر الأوروبي، تتميز بامتدادها على قارتي آسيا وأوروبا معاً، كما تتميز بأنها شبه جزيرة بحرية، كونها محاطة بسواحل بحرية من ثلاثة جهات، إضافة لتمتعها بمناخ معتدل وجيد، حيث يمكنك رؤية المناخات المختلفة فيها بشكل واضح وجميل، وهو ما جعلها ذات أهمية اقتصادية وتجارية و سياحية على المستوى العالمي، فتركيا تحتل المرتبة العاشرة من حيث وجهة الزوار الأجانب، وسوف نرد الآن على ذكر أهم المناطق وأجملها طبيعة وأكثرها سياحاً في تركيا وبالتحديد في إسطنبول.
إسطنبول وسحرها ذو اللونين الشرقي والغربي :
ومن أهم المناطق الموجودة في تركيا مدينة إسطنبول التاريخية والأثرية، والتي لم يزرها شخص إلا ووقع أسير لجمالها، ومن التسميات التي أًطلقت عليها، مدينة التلال السبع و مدينة المآذن، وتقع إسطنبول في إقليم مرمرة و تحديداً شمال غرب الإقليم، ومن أهم ما يميزها وقوع جزء منها في القارة الآسيوية والجزء الآخر في القارة الأوروبية، ففي إسطنبول يمكنك أن تجد مظاهر الغرب الحديثة ومظاهر الشرق الأصلية معاً يفصل بينهما مضيق البوسفور، ويبلغ عدد سكان المدينة 13 مليون نسمة، كما تتميز بوجود مرفأ بحري خاص بها، إضافة لاحتوائها على 3 مطارات دولية، أحدثها مطار إسطنبول الثالث، والذي افتتح عام 2019 كثالث مطار يعمل في المدينة، ويعتبر المشروع من أكثر المشاريع الحكومية التي أثرت على أسعار العقارات، أما عنصر السياحة في إسطنبول فهو من العناصر النشطة بكثرة، وذلك لاحتوائها على أفضل الأماكن السياحية والترفيهية، مثل المدينة المائية في إسطنبول و ملاهي الثلج و فيا لاند ومدينة اكوامارين.
من أهم منارات التاريخ والثقافة و العراقة والحداثة في إسطنبول :
منطقة السلطان أحمد مقر إقامة سلاطين الدولة العثمانية لأربعة قرون :
من أهم المناطق السياحية في إسطنبول، منطقة السلطان احمد، فهي قلب إسطنبول وواحدة من أفضل الأماكن السياحية فيها، وتقع المنطقة على أولى تلال إسطنبول السبع، وتحمل آثار ثلاثة إمبراطوريات قديمة، إضافة لاحتوائها على معالم سياحية، مثل المساجد والأسواق والمتاحف والكنائس والحدائق، مما انعكس إيجاباً على إنعاش الاقتصاد التركي، وهي من أكثر مناطق إسطنبول التي تمتلئ بالسُيّاح من مُختلف أنحاء العالم، وذلك لغناها بالمعالم الأثرية التاريخية.
وإذا كنت من عشاق التاريخ فعليك زيارة مسجد السلطان أحمد في المنطقة، وهو الجامع الفخم الذي بُني بين عامي 1609 م و1616 م، بستة مآذن متقابلة، والقبة التي تُحاكي قبة الصخرة، ويمتاز المسجد بالنقوش والزخارف، و البلاط الأزرق، الذي مُنح بسببه اسم الجامع الأزرق، و مسلة تحتمس الثالث، حيث نُقلت تلك المسلة الفرعونية من معبد الكرنك بمدينة الأقصر إلى الإسكندرية عبر نهر النيل، ثم أمر الإمبراطور ثيودوسيوس الأول عام 390م بنقلها إلى القسطنطينية أو إسطنبول حالياً لتُزيّن بها مضمار السباق، وكذلك صهريج يره بتان، الذي بني خلال القرن السادس بعد الميلاد، يقع هذا الصهريج على بعد 150م جنوبي غرب متحف آيا صوفيا، بمنطقة السلطان أحمد، ويمتلئ بالماء والأسماك، لذا يوجد داخله مطعم فاخر يقدم المأكولات البحرية، وأيضاً متحف آيا صوفيا وهو من روائع المعمار البيزنطي الكنسي، والذي تحول بعد ذلك إلى مسجد على يد السلطان محمد الفاتح، ليتزيّن بالزخارف العثمانية الإسلامية، ثم يصير عام 1935م متحفاً ومزاراً بارزاً.
أما إذا كنت من عشاق التسوق، فما عليك سوى التوجه إلى السوق الكبير أو السوق المسقوف، والذي سمي بهذا الاسم لأن جميع شوارعه و أزقته والتي تبلغ 80 شارع مغطاة بالكامل لحماية مرتاديه من التقلبات الجوية، ويحتل السوق مساحة 30 ألف م2، وهو أحد أقدم وأكبر الأسواق في العالم، حيث يمتد تاريخه لقرابة ستة قرون، ويستقبل حوالي 500 ألف زائر يومياً، وأيضاً ستكون بالقرب من (السوق المصري)، والذي يشتهر ببيع الحلوى والمكسرات وأنواع العسل، إضافة إلى المشغولات اليدوية والملابس، وتتفرع منه بعض الأسواق الصغيرة المخصصة لبيع منتجات الألبان، ويمكنك هناك تجربة لبن الماعز اللذيذ المثلج، والكثير من أصناف الحلوى، كذلك يمكنك زيارة شارع الاستقلال الشهير، والذي يتفرع من ميدان تقسيم، حيث يتميز هذا الشارع بـ(الترام) العتيق الذي يمر عبره، وكذلك بالمباني الأثرية، وهو من أرقى مناطق التسوق في إسطنبول وأكثرها جذبا للسياح.
منطقة ميدان تقسيم الأثرية المفعمة بالحياة ليل نهار :
أما المنطقة الثانية في إسطنبول، فهي منطقة تقسيم وهي من أشهر المناطق السياحية في المدينة وذلك لموقعها المركزي على خريطة المدينة بجانب ما تضمه المنطقة العريقة من شوارع إسطنبول الرئيسية مثل شارع الاستقلال ومراكز التسوّق الشعبية والعصرية، أما شارع الاستقلال وهو تفرّع من ميدان تقسيم، فيُعتبر من أهم الأماكن التي يجب زيارتها أثناء السياحة في تقسيم، للاستمتاع بتجربة فريدة بالتسوّق من خلال وجود عشرات المتاجر، إلى جانب زيارة المطاعم والمقاهي وممر الزهور الساحر، والذي يُعد من أشهر المعالم التاريخية في إسطنبول، كما أنه يتميز بطريقة بنائه الساحرة، إضافة إلى متحف الشمع وهو من أهم المتاحف الموجودة في إسطنبول، فهو الفرع الأول في تركيا من سلسلة متاحف الشمع العالمية، وكذلك هناك حمّام غلطة سراي الذي يُصنف كأشهر الحمامات في إسطنبول، فهو ذو جذور تاريخية تعود للقرن 18، حيث بإمكانك الاستمتاع بالخدمات المتوفرة مثل خدمة الباشا التي يقدمها الحمّام، والتي تبدأ بمرحلة التكييس، ومن ثم التدليك بالزيت.
،ومن المعالم الشهيرة في المنطقة حديقة غيزي، وتعتبر حديقة غيزي أو جيزي بارك من أشهر وأجمل حدائق إسطنبول، ولها شعبية كبيرة بين سكان السكان المحليين وذلك بفضل موقعها القريب من منطقة تقسيم اسطنبول، وتتميز الحديقة بالمساحات الخضراء والورود الملونة، ومن المعالم الشهيرة في المنطقة أيضاً متحف البراءة، ويُعد متحف البراءة من أغرب متاحف مدينة اسطنبول، واشتهر بأنه أول متحف يُجسد رواية في العالم، فعند زيارته ستتعرف على نمط الحياة الاجتماعية في تركيا وتحديداً من العام 1950 ووصولاً لعام 2000 كما جسدتها شخصيات رواية متحف البراءة للكاتب التركي أورهان باموق.
ويتركز في المنطقة الشهيرة معلم كبير ومعروف وهو حديقة سوروري بارك، وهي من الحدائق الرائعة التي يُمكن زيارتها أثناء جولات السياحية في تقسيم اسطنبول، حيث بإمكانك الاستمتاع أنت وعائلتك بالمساحات الخضراء الشاسعة، ومشاهدة أنواع الزهور المُنتشرة في كافة أرجائها، وتضم المنطقة الشهيرة أيضاً منطقة ألعاب ترفيهية مُخصصة للأطفال إلى جانب المطعم والمقهى، وأخيراً ستجد مطاعم تقسيم، حيث تتميز تقسيم بانتشار الكثير من المطاعم و المقاهي والتي تتواجد حول شوارعها الأنيقة حتى يستطيع الزائرين تناول وجباتهم عند شعورهم بالجوع في أي وقت، وتتميز مطاعم تقسيم اسطنبول بتقديم المأكولات الشهيّة والمشروبات اللّذيذة، ويطول الحديث عن جمال تركيا وسحرها اذا لا تستطيع الكلمات الطوال إيفائها حقها، وفي الختام قدمنا لكم في هذا المقال نبذة عن أهم المناطق السياحية في مدينة اسطنبول التاريخية والعريقة، منطقتي السلطان أحمد و ميدان تقسيم واللذان يُعتبران من جواهر مدينة اسطنبول العاصمة السياحية لتركيا جنة الأرض.
اقرأ أيضاً :
